مرحباً،،كيف أنتم؟ ألازلتم تنفضون الغبار من بقايا عاصفة أمس؟!ويالها من عاصفة! كنت أحاول فتح عيني بعد قيلولة العصر عندما اظلمت الغرفة فجأة، قمت فزعة من السرير لأرى ألوان السماء تتقلب من الأصفر للأحمر وإلى السواد! ثم عادت للونها الطبيعي وكأن شيئاً لم يكن. انه بالضبط كأن تعيش الغروب والشروق معاً في ٥ دقائق! وجدتها فرصة لأبحث عن العواصف الرملية، وكيف تنشأ. قد يبدو الأمر بسيطاً ولا يحتاج إلى تساؤل حتى، ولكن بعد أن قرأت عنها أدركت أن الموضوع أكبر من مجرد حفنة تراب طارت مع هفة النسيم!!سأتحدث عن العواصف الرملية وسحب الغبار وسأحاول إيصالها بأبسط لغة بعيداً الجغرافيا أوالنشرات الجوية.
ماهي العواصف الرملية؟
العواصف الرملية كما نراها هي رياح قوية بمافيه الكفاية لتحرك كثبانً رمليةً كاملة، حاملة جزيئات الرمل والغبار أو أي عوالق صلبة وترفعها إلى مستويات عديدة في الغلاف الجوي، ثم تنقلها مع حركة الرياح مكونةً جدران رملية هائلة يصل ارتفاعها إلى ميل واحد في كثير من الأحيان. تتحرك هذه العواصف بسرعات عالية على شكل سحب غبار تتدرج من الصفار وتصل للحمرة وحتى الظلام إذا حجبت نور الشمس كلياً! خافضة مدى الرؤية الرأسية والأفقية إلى ما يصل للصفر أحياناً كما حدث البارحة.
كيف ومتى تحدث العواصف الرملية؟
رغم أننا محاطون بكثبان الرمل من كل الجهات ورغم أن العديد من العواصف والتيارات الهوائية تحدث على مدار السنة إلا أنها لا تكوّن عاصفة رملية كل مرة، لماذا؟ ما العامل المهم الذي يلعب دوراً رئيسياً في تكوين هذه الجدران الرملية؟ إنها درجة الحرارة، البطل والجندي المجهول وراء كثبان الرمل التي تغزونا في مثل هذا الوقت من السنة، ولنكون أكثر دقة هذا العامل المهم المكون للعواصف الرملية هو تيارات الحمل،تيارات الحمل هي قاعدة فيزيائية بسيطة، تنص على أن الهواء الساخن ينتقل من الأسفل للأعلى، وذلك لأن كثافتة المادة تقل مع زيادة درجة الحرارة التي تباعد بين الجزيئات، وبذلك يتكون تيار يتحرك من الأسفل للأعلى.من المعروف أن العواصف الرملية تحدث عادةً في نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع (كما هو الآن)، هذه الفترة التي يبدأ بها الجو بالتحول من البرودة إلى الحرارة، وهنا يكمن المفتاح. عندما يتعرض سطح الأرض لحرارة شديدة، وتصبح طبقات الهواء السطحية حارة، بينما يكون الهواء في طبقات الغلاف الجوي الأعلى أبرد بكثير، يبدأ الهواء الحار بالصعود إلى أعلى بشكل تيارات حملانية صاعدة، متسببة في خلق اختلافات في الضغط الجوي والحرارة، فتدفع بسببها رياح أبرد نسبياً إلى ملء الفراغ في الموقع وهذا هو الذي يثير الغبار ويحمل حبات الرمل إلى أعلى بمستوى يتناسب مع قوة الرياح وجفاف وتفكك التربة وهذا ما يفسر تكون الجدران الرملية، كما يفسر أيضاً موجة البرودة هطول الأمطار الذي يلحقها!هنا أكون قد أشبعت سؤالي وأعتبر وصولي لهذا الجواب المقنع انجازاً كبيراً نظراً لكرهي الشديد لمادة الجغرافيا =]
تمنياتي لكم بأجوبة شافية دائماً
دمتم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق