كيف توجه سؤالاً؟!

مرحباً،، اعتذر عن انقطاعي عن التدوين لفترة بسبب انشغالي بشؤون الدراسة، المهم أن لا يعني انقطاعي عن التدوين هنا  توقف الأسئلة عن استثارة تفكيري أو توقفي عن البحث عن أجوبتها!

السؤال الذي أبحث عن إجابته هذه المرة يستثيرنا في كل مرة نشهد فيه حواراً أو محفلاً علمياً أو ثقافياً، بعد أن يفرغ المتحدث ما في جعبته بخصوص موضوع ما، وبعدما يصفق الحضور إعجاباً بما قاله، في هذه اللحضة عندما تبدأ فقرة الأسئلة، ويجول مكبر الصوت بين الحضور لنسمع بعض الأسئلة وبعض آخر أقرب للفضفضة! عندها تدرك أن السؤال الجيد فن لا يتقنه الكثيرون، فنتسائل مالذي يجعل جيداً ومالذي يقلل من جودته؟ وماهي الأسرار وراء السؤال الذكي؟ وهل السؤال هو كل شيء أم أن لطريقة طرحه دوراً أيضاً؟!

درس العديدون هذا الموضوع وأولوه اهتماماً كبيراً، حتى أصبح علماً يدرس، هنا بعض الإرشادات البسيطة والنصائح لأسئلة أفضل: 

✦  ابحث عن المعلومة قبل أن تسأل

سؤال شخص ما عن معلومة بسيطة يمكنك الحصول عليها من أبسط المصادر حولك هو مضيعة لوقتك ولوقته! لذلك اسأل قوقل أولاً.

✦ اختصر

وقت الأسئلة ليس وقتاً لإلقاء محاضرة إضافية! كما أنه ليس لك وحدك، اطرح أسئلتك بصيغة مختصرة واضحة وابتعد عن أي تفاصيل زائدة لا تفعل شيئاً سوى تشتيت المستمع.

✦ إن كنت تسأل لتثري معرفتك، فحدد بالضبط مالذي تريد أن تعرفه 

قبل أن تطرح السؤال، من المهم أن تعرف بالضبط ما هي المعلومة غير الواضحة في ذهنك والتي تريد الاستفسار عنها، وإلا فسيكون سؤالك مشوشاً ولن تحصل بالمقابل على الإجابة التي ترضي فضولك، ولا تسأل لمجرد السؤال!

✦ لا تحاول الظهور بمظهر الفهيم ولا تستعرض خلفيتك العلمية

ابتعد كل البعد عن استخدام الألفاظ الصعبة المبتذلة لتعكس من خلالها مستواك الثقافي، بل استخدم العبارات البسيطة التي يفهمها الجميع لتوصل سؤالك بأفضل صورة، ولا تحاول  أبداً استعراض خبراتك وتجاربك الشخصية من خلال الأسئلة، فقط ركز في ما يفيد سؤالك ولا تلق بالاً للصورة التي يراك الناس بها! 

✦ لا تسأل بعدوانية مطلقاً!

الأسلوب العدواني أو الجارح في السؤال لا يعني شيئاً سوى أنك تحاول إثبات أنك على صواب والطرف الآخر مخطئ، وهذا يدل بوضوح على أنك مولع بالجدل وذو عقل منغلق، ولكن اسأل بدافع الاهتمام الصادق والرغبة في الوصول إلى الحقيقة، وإلا فستحصل على جواب دفاعي أقل من المأمول. 

✦ لا تبدأ بـ "كـ" أو "بصفتي"!

يبدأ الكثيرون أسئلتهم بعبارة مثل: "كطالب في المرحلة الـ..." أو "بصفتي طالبا في الجامعة الفلانية..."، ويعتقدون أنها مدخل ذكي للسؤال، ولكنه العكس تماما، فأنت حين تضع نفسك في قالب محدود تقلل عدد المستمعين المستفيدين من السؤال وتقلل اهتمام المسؤول الذي قد يراك فئة قليلة غير جديرة بالاهتمام، وبالمقابل فالفئة التي سألت على لسانها قد تملك وجهة نظر أخرى وربمى يتسائلون "من هذا ليمثلنا؟!" ولكن اسأل بوجه عام كـ"ماهو نصيب طلاب الجامعات من هذه المبادرة؟".

✦ لا تكرر السؤال

إذا سبقك أحدهم في طرح السؤال الذي كنت تنوي طرحه أو آخر مشابه له فلا تعد السؤال، ولا حتى إذا كنت تظن أنه يمكنك طرحه بصورة أو صيغة أفضل، فلا أحد يحب أن يسمع السؤال مرتين وبالأحرى لن يكرر الإجابة!

✦ لا تسأل سؤالاً لست مستعداً للإجابة عليه

بعض المعلومات تعد شخصية أو سرية أو من غير اللائق الإجابة عليها، لا تحرج نفسك أو تحرج المسؤول بالتنبيش عنها، وقس على نفسك، لا تسأل سؤالاً ما كنت لتجيبه لو كنت مكانه!

✦ اجعل اسئلتك مفتوحة

اطرح أسئلة مفتوحة تبدأ بـ كيف، لماذا، متى ونحوها مما تتيح لك الحصول على أجوبة شاملة وتتيح للمجيب مناقشتها، ولا تسأل تلك الأسئلة التي تكتفي بـ"نعم" أو"لا"، فمثلاً لا تسأل "هل ستعلنون عن منتجكم قريباً؟" بل اسأل "متى ستعلنون عن منتجكم الجديد؟".

✦ استوح سؤالك مما قاله المتحدث بالفعل

السؤال الجيد هو ذاك السؤال المبني على ما كان يقوله المتحدث، والذي يجر الحوار إلى نقطة أعمق في نفس الاتجاه، كما يمتاز بأنه يغنيك عن إعطاء مقدمة أو خلفية لسؤالك، مثال:"بناءً على ما قلته عن تكاليف استثمار مساحة القمر، لماذا تعتقد أن المشروع يستحق هذه الخسائر؟".

تمنياتي لكم بأجوبة شافية دائماً

دمتم